Search This Blog

Sunday 17 February 2019

طفلي و الكتابة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

Image result for ‫الطفل والكتابة‬‎

لا يخفى على كل أم أهمية تعلم القراءة و الكتابة لأطفالها و هي تبذل قصارى جهدها في سبيل تحقيق هذا الهدف، و لكن أحيانا قد نسلك الطريق الخطأ حيث نجبر الطفل على الكتابة وهو مازال لم يستعد لها بعد، الدراسات تقول أن السن المناسب للبدء في الكتابة هو عمر ست سنوات، و أنا أرى من خلال تجربتي أنه يجب توفير أدوات الكتابة للطفل في سن مبكرة من أقلام جميلة و ألوان متنوعة و فرشاة و ألوان مائية حتى يتعود عليها و يتخذها لعبة مسلية له بحيث يخلق روابط إيجابية نحو الكتابة، ثم العمل على تقوية عضلات يده الدقيقة من خلال أنشطة متنوعة مثل اللعب بالعجين و الإدخال الأشياء الصغيرة في العلب و نقل الحبوب من وعاء إلى آخر، وغيرها من الأنشطة التي تقوي عضلاته الدقيقة و المتوفرة في بيئته.

طبعا كأمهات و مع الانفتاح الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تعرض كل أم انجازاتها مع أبنائها على صفحات الفيسبوك أو اليوتيوب أو المدونات أو غيرها فنبدأ بعمل المقارنات بين أبنائنا و بين ما نراه على النت و هذا خطأ كبير تقع فيه الأمهات و قد تصل إلى مرحلة الاحباط و هو عكس ما يجب أن يكون عليه الأمر، حيث أن ما تتابعه على الأنترنيت من إنجازات الآخرين يجب أن يكون حافزا لها على الإنجاز مع أبنائها و ليس العكس، فكل طفل له خطه الزمني الذي يختلف من طفل لآخر فما يمكنه ابن الخمس سنوات فعله قد يكون صعبا على ابن الست أو السبع سنوات لذلك على الأم أن تراقب تطوات طفلها و مراحله الحساسة التي يمر بها و توفر وفق ذلك البيئة المحفزة على الإنجاز، فنحن لسنا معلمين و إنما مساعدين على التعلم فالطفل مفطور على حب التعلم و الاستكشاف و معرفة كل ما يدور حوله. 

من خلال تجربتي في تعليم ابني الكتابة اكتشفت أنه يحب الحرية ولا يرضى بالتقييد فلم يرض أن يكتب في كتب الخط التي اشتريتها له الخاصة بالأقسام التحضيرية والتي تتسم بصغر حجمها و ضيق مساحة الكتابة وهذه نقطة سلبية في هذه الكتب خصوصا العربية منها، فكان يطلب مني الاوراق البيضاء و يكتب فيها الأرقام بحجم كبير و بعد تعلمه الحروف بدأ كتابتها أيضا ولكن قلما يرض كتابة جملة كاملة، بعد دخوله المدرسة بدأ يتعود على الكتابة أكثر ولكن باللغة الإنجليزية، فبدأ التحدي للكتابة باللغة العربية و حاولت مرارا تحفيزه على الكتابة في كراسه بعض الكلمات، يستجيب أحيانا و يعرض أحيانا كثيرة، و كانت فكرة تعليم ستيم هي الحل معه، ماهو ستيم؟ و كيف يعمل؟ هذا ما سأشرحه في الأسطر القادمة.

تعليم ستيم هو التعليم القائم على المشروعات، و قد بدأت في القراءة عن الموضوع منذ أكثر من سنتين واشتركت في دورة على منصة رواق تتحدث عنه و لكن لم تكن المعلومات كافية و المحتوى العربي كان ما يزال شحيحا فانتقلت إلى البحث في الموضوع باللغة الانجليزية و انبهرت إلى أين وصل الموضوع عند الغرب فهم يكلفون الأطفال بمشاريع يتعلمون من خلالها جميع المواضيع: العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الابداع و الرياضيات، فهم يتعلمون بطريقة تجعلهم متحفزين للتعلم و يطورون من خلالها مهارات التفكير و الابداع و التفكير الناقد و غيرها.
إليكم هذا الفيديو لمعرفة كيفية سير العمل 
هذا الفيديو قديم نوعا ما وكان من أوائل الفيديوها التي تابعتها و بدأت في التعلم أكثر عن موضوع ستيم.

هنا في بريطانيا هذا النمط من التعليم منتشر في المدارس، و قبل تسجيل ابني  في المدرسة قمت بجولة فيها و تحدثوا عن هذا الموضوع و أعجبتني طريقة عملهم فهم يستخدمون هذه المشاريع في تقييم الأولاد بدل الاختبارات المنتشرة في بلادنا العربية.

طيب قد تتساءلين ما علاقة هذا الموضوع بموضوع الكتابة؟ جوابي هو الحل السحري لكل من تعاني من عدم استجابة أطفالها لأي نوع من الواجبات سواءا كتابة أو غيرها، شغلي دماغك و اعصريه و استخرجي أفكارا لتطبقيها مع أبنائك ويتعلمون من خلالها ما تريدين إيصالهم لها، أنا أعترف أن الموضوع ليس بالأمر الهين و لذلك ستكون لي مقالات و إن شاء الله فيديوهات أشارككم بعض تجاربي في موضوع تعليم ستيم مع أطفالي و أرجو أن تشاركوني أفكاركم في التعليقات هكذا كي نتعاون و نحاول عمل برنامج للأولاد حسب أعمارهم.
أرجع لموضوع الكتابة (عذرا لقد تشعبت كثيرا في الحديث فالموضوع ذو شجون و مليء بالإبداع، ستكون لي عودة حوله باذن الله)
كان مشروع هذا الأسبوع مع أبنائي صنع مجسم أركان الإسلام الخمسة حيث قمنا بالحديث عن أركان الإسلام و صنعنا هذا المجسم

 ومن خلاله قام ابني بالكتاب, و هو فرح و متحمس و تحدثنا أيضا عن اللام الشمسية و القمرية بمفهومها العام و عن الشدة وأننها مكونة من حرفين، و أيضا علموا أن البناء لا يقوم على أساس واحد و أنه كلما زادت الأسس قوي البناء و أصبح صعب السقوط .

وكان الموضوع الآخر حول الأسرة وقرأنا من كتاب "أحب اللغة العربية" 

واستخدمنا مهارة أخرى و هي مهارة رسم الخريطة الذهنية و قد أحبها جدا وكتب عليها أيضا بدون أي نقاش و لله الحمد

النتيجة التي وصلت لها هو أنه يجب على الأم أن تجعل وقت الواجبات المدرسية و 
الدراسة بصفة عامة وقتا مرحا حتى يستطيع الطفل أن يستوعب المعلومات و المهارات التي تودين إيصالها، و الإجبار و العقاب لا يأتي إلا بنتيجة عكسية، و قد جربت الموضوع و أعلم أن الأمهات تعاني في هذا المجال و لكن حتى نحصل على نتائج أفضل يجب تغيير طريقتنا و لنعمل بحديث النبي محمد صلى الله عليه و سلم: "إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ "رواه مسلم.

هذا ما تيسر لي مشاركته هذا الأسبوع أرجو أن ينال الموضوع اعجابكم و لا تنسوا كتابة تعليقاتكم، أترككم في رعاية الله و إلى الملتقى في موضوع جديد و أفكار جديدة والسلام عليكم


No comments:

Post a Comment