Search This Blog

Sunday 10 February 2019

أنا أم و أفتخر !!!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بداية أشكر كل من تابعني على قناتي على اليوتيوب وتفاعل مع فيديو "دردشة حول الأمومة" وشجع حتى أستمر في مثل هذه الفيديوهات
لمن لم تشاهد الفيديو تجدونه هنا 
ولأنه أحيانا تسقط بعض الأفكار أثناء الكلام آثرت كتابة موضوع حول الأمومة و أتمنى لكم قراءة ممتعة و مفيدة.

الأمومة مهنة عظيمة كما لا يخفى عليكم بعكس ما يريده البعض من التقليل من قيمة العمل الذي تقوم به الأم ووصفها بأنها عاطلة أو أنها غير فعّالة في المجتمع بل العكس فهي نصف المجتمع و تنشأ النصف الثاني، فكما قال أحمد شوقي:

الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعبا طيب الأعراق

وكما قال النبي محمد صلى الله عليه و سلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات" فهذا لعظم ما تقوم به من تربية للأجيال المسلمة التي تنهض بالأمة و ترفع راية الحق، فلا تسمحي لأحد أن يقلل مما تقومين به و لو كان أقرب الناس، و لا تنتظري من أحد جزاءا و لا شكورا ولو حتى أبنائك، واحتسبي أجر ما تقومين به لله تعالى فهو أعلم بنيتك و أهدافك و سيجازيك عليها و لا دخل لك بالنتائج.

ولكن للأسف هناك خلط كبير بين موضوع التربية و الرعاية، فمعظم الأمهات يقمن بتقديم الرعاية لأطفالهن من مأكل و مشرب و ملبس و غيرها من الأمور المادية و قد يغفلن عن جانب غرس القيم و الأخلاق الحميدة و العقيدة الصحيحة في نفوس أطفالهن عن جهل في كثير من الأحيان، لذلك وجب على الأم أن تجتهد في تحصيل قدر لا بأس من العلم الشرعي و الدنيوي بالقراءة و الاطلاع و استشارة المختصين و أن تسعى لتحسين أدائها باستمرار.

و أول خطوة لغرس القيم و الأخلاق في نفوس أطفالك أن يروك تطبيقا عمليا لما تقولين لهم و أن تستغلي المواقف اليومية إيجابيا، مثلا عندما تظهر صفة الأنانية لدى ابنك تحتاجين أن تتحدثي له عن معنى الإيثا و فضله و أن الله يحب من يؤثر أخاه حتى و لو كان محتاجا، و يراك و أن تتصدقين بمبلغ من المال وأنت في حاجة إليه و رغم ذلك آثرت مساعدةعائلة فقيرة ، و هكذا فالحياة مليئة بالمواقف فكوني ذكية.

الأم تواجه تحديات يومية مع أبنائها، قد يكون الإعداد الجيد لكل مرحلة مسهلا للعملية التربوية و لكن رغم ذلك يبقى التطبيق الواقعي أمرا ليس سهلا و هذا بسبب تعاملنا مع النفس البشرية شديدة التقلب لذلك ندعو الله تعالى أن يوفقنا في مهمتنا و أن يربينا و يربي لنا أبنائنا و يرزقنا الحكمة في التعامل معهم. قد يكون سعينا للكمال في هذه الدنيا سببا لحصول ضغوطات كبيرة في حياتنا، فلذلك مسألة تقبلنا للواقع و بأننا بشر نخطئ كثيرا ولكن نجتهد لنجعل العالم مكانا أفضل للعيش، فلا تتوقعي الكمال من أبنائك و لا تطالبيهم بأمور فوق قدراتهم فلكل ميولاته و ذكاؤه، إقبليهم كما هم و أظهري حبك لهم و شجعيهم و ذلك بمدح السلوكيات الحميدة التي تظهر منهم، فقليل من الفوضى في بيتك لن يكون نهاية الدنيا، و الألعاب المتناثرة هنا و هناك لا بأس بها و لكن علميهم أن يجمعوا و شجعيهم على جمع ألعابهم ، و اجمعي أنت حتى يقلدوك و كافئهم على تنظيمهم لألعابهم بقبلة، بكلمة جميلة، بلمسة حانية، فهم ضيوف عندك سيغادرون بيتك في يوم من الأيام ليصنعوا عالمهم و حياتهم و تبقى الذكريات الجميلة التي عاشوها في أحضان أسرتهم الدافئة.

لا يكن همك أن يكون طفلك طبيب المستقبل أو مهندس البلد فقد تكون ميولاته عكس ما تتمنين، فلا تكوني أنانية بأن تفرضي على طفلك توجها كنت تتمنين لو اتخذتيه في صغرك، فهو شخص مستقل عنك له نفسيته و تفكيره و عقله احترميه و احترمي قراراته. اتبعي شغفه وليكن هدفك أن تنشئي جيلا متوازنا نفسيا محبا للعلم و العمل، نافعا للبشرية  أيا كان التخصص الذي يختاره فالنبي محمد صلى الله عليه و سلم يقول: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".

وأخيرا استمتعي بالرحلة فهي تمر سريعا حتى تجدي أطفالك رجالا و نساءا، استمتعي بكل لحظة و بكل ثانية فهي ذكرى جميلة تحفر في أذهانكم، استمتعي بشقاوتهم و بما يسببونه من فوضى و إزعاج فما يزالون صغارا يتعلمون من أخطائهم، استمتعي بقصصهم و بضحكاتهم، استمتعي بحضنهم و قبلاتهم، استمتعي بكل شيء فيهم و معهم و احمدي الله على نعمة الذرية و ادعي لهم الله أن يجعلهم صالحين مصلحين نافعين لأمتهم.

وفي الأخير أنصحك بمتابعة دورة "أمومة قيادية" للأستاذة خلود الغفري فهي قيمة جدا تجدونها على منصة التلغرام، فقد استفدت منها كثيرا و أرجو أن تفيدكم أيضا وجزى الله خيرا الأستاذة الكريمة.
هذا و الله تعالى أعلى و أعلم و إلى تدوينة جديدة أترككم في رعاية الله و حفظه و السلام عليكم